بسم الله الرحمن الرحيم
تاريخ حمام الزاجل

يعتبر الحمام رمزاً للسلام وخلده الشعراء وهو رمز للحنين إلى الأوطان و الحمام من الطيور المحببة
التى يألفها الإنسان وتألفه حيث تعيش دائماً بالقرب منه أو تحت رعايته وله خصائل جعلت الإنسان طيب
الخلق ووسيط الخير مشبه بها .
جاء في التوراة أن سيدنا نوح عليه السلام أطلق الحمام من فلكه الذي يبحر في الطوفان على دفعتين فعاد
إليه حمامة وفي فمها غصن زيتون فاستدل به على انتهاء الطوفان،فهذه هي اول رسالة يرسلها الحمام
وقيل ان العرب من هنا عرفوه.
وقيل إن الرومان أول من استخدمه في نقل الرسائل.
وأشهر حمامة هي التي سكنت غار ثور الذي دخله رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم
وصاحبه أبو بكر الصديق حتى توهم المشركون بأن الغار لا يوجد فيه أحد وإلا لما وجدت هذه الحمامة
راقدة على بيضها ويعتبر حمام مكة امتداداً لحمامة غار ثور وهو أكثر أمانا وسلاماً
وجاء في أمثال العرب (آمن من حمام الحرم وآلف من حمام مكة) .
إستخدم الإغريق الحمام الزاجل قبل نحو خمسة آلاف عام .
واستخدمه ايظاُ صلاح الدين الأيوبي في حصار عكا لدى محاربته الصليبيين.
واستخدم العباسيون والفاطميون والأمويون بدلاً من البريد القديم الذي كان يعتمد على
الخيل والجمال والبغال وتبادل الاشارات بالنيران والدخان والطبول والمرايا في إرسال الاخبار والمعلومات العسكرية
من والى مركز الخلافة ومع اتساع رقعة الخلافة الاسلامية وزيادة الحروب والفتوحات اضافة إلى كثرة الفتن
الداخلية والقلاقل ومحاولات انفصال الاقاليم عنها ومع ازدياد مصادر الثورة وتنوعها وكثرة مؤسسات الدولة
ودواوينها اصبح لابد من وسيلة أكثر كفاءة وسرعة لضمان اقصى فاعلية لعمل ديوان البريد الذي يضمن اتصال
اطراف الدولة الواسعة ببعضها وربطها بالعاصمة استخدام الحمام الزاجل في البريد لما يمتاز به من السرعة الفائقة
والسهولة في اعادة نقله إلى الاماكن التي ستطلقه مرة اخرى اضافة إلى انخفاض كلفة تربيته قياسا بالجياد والابل
ولتكاثره السريع وطيرانه دون حاجته إلى دليل او مرشد ودقته في الوصول إلى اهدافه وكذلك لجمال شكله والفته
حتى تنافسوا في اقتنائه والعناية به.
ويروى ان المعتصم علم بانتصار جيشه على بابك الخرمي واسره له عن طريق الحمام الزاجل الذي اطلقه قائد الجيش من جهة المعركة إلى دار الخلافة في سامراء.. وقد وصل ثمن الطائر منه في ذلك الوقت إلى 700 دينار وبيعت حمامة منه في خليج القسطنطينية بالف دينار لكن الفاطميين تجاوزوا العباسيين باهتمامهم بهذا النوع من الحمام بابتكارهم الوسائل للتغلب على امكانية وقوعه بايدي العدو باستحداث رسائل مرموزة مشفرةلا يستطيع العدو التوصل لمعناها.

وقد بلغ إستخدام هذا الحمام في مصر درجة كبيرة من التقدم والرقي، ويذكر إبن الأثير أن الفاطميين إستخدموه في نقل الأخبار من سفن الإستطلاع التي كان يوكل إليها مراقبة حركات الأساطيل المعادية التي دأبت على الإغارة على شواطئ أفريقيا بصفة خاصة في أواخر العهد الفاطمي، وقد قطعت البحرية الفاطمية شوطا كبيرا في إستخدام الحمام لربط الأسطول بقواعده البرية، وللحصول على معلومات من أجل الدفاع والإستعداد للعدو، وإستخدمه الفاطميون في نقل الأخبار بين أجزاء إمبراطوريتهم في المشرق والمغرب

ومن طريف مايذكر عن الحمام الزاجل أن الخليفة العزيز، ثاني الخلفاء الفاطميين بمصر، ذكر لوزيره"يعقوب بن كلس" أنه لم يأكل القراصية البعلبكية، وأنه يحب أن يراها ويأكلها، وكان بدمشق حمام من مصر، وبمصرحمام من دمشق، فكتب الوزير رسالة حملها حمام دمشق يأمر فيها حاكم دمشق أن يطلق حمام القاهرة والموجود بمدينة دمشق ويعلق في كل طائر حبات من القراصية البعلبكية ويرسلها إلى مصر، ففعل، وبعد أيام، كان الحمام القاهري قد وصل حاملا القراصية إلى الخليفة بالقاهرة.

كما إستخدم هذه الوسيلة كل من القرامطة في جنوب العراق، والخليفة العباسي في بغداد، في رصد تحركات كل منهما

كان الحمام الزاجل يقطع آلاف الاميال يوميا باتجاهات مختلفة في انحاء الإمبراطورية الإسلامية وساعده في ذلك سلسلة الأبراج التي اقامتها الدولة والتي يبعد الواحد منها عن الآخر حوالي 50 ميلا وكانت مجهزة لاستقبال الحمام واستبداله إذ كانت القوافل الكبيرة تحمل معها اقفاص الحمام وترسل بواسطته الرسائل إلى مراكزها في كل مرحلة من مراحل الرحلة لكي ترشد القوافل الصغيرة التي تسير على نفس الدرب أو تنذرها عند تعرضها إلى الخطر فتطلب النجدة والمعونة من اقرب مركز أو انها كانت تخبر المكان الذي تنوي الوصول إليه بالمواعيد ونوع البضاعة التي تحملها لكي يستقبلها التجار المعنيون بالشراء.
واستخدم يوليوس قيصر وجنكيز خان وهانيبال وغيرهم من مشاهير القادة العسكرين الحمام بوصفه أسرع وسيلة
اتصالات حتي اختراع البرق (التلغراف) .
وقد استخدم الحمام الزاجل لاول مرة في الاغراض الحربية عام 24 قبل الميلاد عندما حاصرت جيوش القائد الروماني "مارك انطونيو" قوات القائد"بروتس" في مدينة"مودلينا" إلا أن اكتافيوس الثالث كان على اتصال دائم مع بروتس للاطلاع على صموده من الحصار من خلال الرسائل التي كان يرسلها له بواسطة هذا الطائر.
وعن تاريخ الحمام الزاجل ذكر رحالة إنكليزي في القرن السابع عشر ان سماء الشام خلت من الحمام بسبب وقوع حمامة في شباك صياد أثناء طيرانها.. ووجد رسالة مربوطة في رجلها كان قد ارسلها تاجر اوربي إلى وكيله في حلب يخبره فيها بارتفاع أسعار "الجوز" في الاسواق الاوربية ويطلب فيها منه ان يرسل كميات كبيرة منه.. فعمد الصياد إلى تاجر آخر صديق له واخبره بفحوى الرسالة.. فقام بدوره بارسال شحنات من الجوز إلى أوروبا وجنى من العملية مبالغ طائلة.. وعندما شاع الخبر عمد الصيادون إلى اصطياد اعداد كبيرة من الحمام لعلهم يحصلون على غنائم مماثلة..






وتؤكد المصادر التاريخية أن الحمام الزاجل لعب دورا حيويا في الحربين العالميتين الأولى والثانية، وأثبت أنه وسيلة
سريعة وآمنه لتوصيل الرسالة وتم استخدام نحو 100 ألف حمامة في الحربين، ووصلت نسبة النجاح إلى 95%.
بل ساهمت الرسائل التي نقلها الحمام الزاجل فى إيقاف تقدم القوات الألمانية إلى باريس، وأصبح الزاجل من الأدوات
التي تحرص الجيوش على تجهيزها لدرجة أن الفرنسيين جهزوا 72 مسكن في جميع المعسكرات الحربية للزاجل.
ولصعوبة اسقاطه بالبنادق تم استخدام الصقور كمضاد للحمام الزاجل.
من القصص التي توضح أهميته في الحروب أن مجموعة من الجنود الأمريكان عددهم 194 جندي، حاصرهم الألمان
سنة 1918 داخل جزيرة في منطقة نورماندى الواقعة بين فرنسا والنمسا وتوقفت أجهزة الاتصال معهم وبمساعدة
أحد الفلاحين تم توصيل قفص به حمامة تدعى " فيكتوري" لهؤلاء الجنود لتحديد المكان الموجودين به من خلال
رسم خرائط للمخابرات الإنجليزية والأمريكية، وبالفعل تم ربط الخريطة فى أحد أرجل الحمامة التى قطعت 25 كيلو متر
متجازوة الخطوط الألمانية، ولكنها تعرضت لطلق ناري افقدها رجلها الخالية من الخريطة فواصلت الطيران وما أن وصلت
إلى مكانها وحصلت المخابرات على الرسالة ماتت فيكتوريا فورا, تم عمل تمثال في احد المتاحف الأمريكية تكريما لهذه الحمامة.





وقد استخدم الحمام الزاجل إثناء الحرب الفرنسية والحرب الكوريةوكانت نسبة النجاح بنسبه 99% .
وأنشئت غرفه للحمام الزاجل بالجيش الامريكى وسميت بسلاح الاشاره الزاجلى .
وظل حمام الزاجل أكثر الوسائل الآمنة لارسال المعلومات السرية خلال حرب فيتنام
وفي فرنسا اجريت مؤخرا مناورات اشترك فيها الحمام الزاجل في اطار تدريببي على إمكانية زجه في عمليات الاتصال
ترعى العائلة الملكية في بريطانيا حمام سباق في قصر ساندر نجهام المنيف .
وقد حقق حمام السباق الملكي جوائز كبيرة فاقت في بعض الأحيان ما حققته اسطبلات الخيول الملكية.
وفي ألمانيا وتحديدا في 17 نوفمبر 1998م اعتقل البوليس رجلا استخدم حمام زاجل في سرقة مجوهرات
قيمتها 5 ملايين مارك ألماني.
وفي الهند يستعمل الحمام كساعي البريد لنقل الرسائل بين مراكز شرطةالمدن حنى عام 2001.
وما يزال الحمام الزاجل موضع اهتمام علماء الارصاد للاستفادة من قدرته على توفير النفقات التي تتطلبها الأجهزة الحديثة مثل الاقمار الصناعية والرادارات والطائرات واجهزة الكشف بالاشعة تحت الحمراء إذ تستطيع حمامة واحدة من الزاجل بجهازها الملاحي الفريد ان ترشد بحاستها التي لا تخطئ إلى الكثير مما تبحث عنه مع توفير الكثير من النفقات التي ترصد لعمل تلك الأجهزة
كما تولى الحمام نقل أسماء الفائزين فى أول دورة للألعاب الاولمبية .
واصبح منذ ذاك الحين انطلاق الحمام في البطولات الاولمبية والوطنية
وافتتاحها كبطولة كأس الخليج تعبيراً للسلام والالفة







ونرى ان حمام الزاجل قد دخل مضمار السباقات من خلال النقاط المشتركة واصبح لة مزادات واسواق
يتراودها الهواة
سابقاً يرسل الحمام الى نقاط الانطلاق على عربات الخيول



وبالتطور والتقدم هيئة لة عجلات خاصة لنقلة


وخصصة لة اماكن لتربيتة وقاعات للمزادات

واليوم نرى التقدم الحاصل في النقاط المشتركة
من امكانيات حديثة
حيث اصبحت مراقبة الطيور عبر الاقمار الاصطناعية
والرادارات من خلال رقاقة صغيرة توضع على ضهر الطائر
تبعث أشارات الكترونية تستطيع المستلمات داخل الاقمار تتبعها



حيث تقطع طيور الحمام الزاجل على وجه الخصوص بين 128 و960 كم في اليوم الواحد
وبسرعة تزيد على 96 كم في الساعة الواحدة.



مع اجمل التحايا




المهندس