[ضاحي المنصوري]

الحمام الزاجل في جمهورية مصر
بداية تاريخ الحمام في مصر ترجع إلى عصر الفراعنة أي قبل 5000 سنة قبل الميلاد، حيث وجدت نقوش وآثار تدل على استخدام الحمام الزاجل. والثابت تاريخياً إن المصريين والعرب هم رواد استخدام الحمام الزاجل في نقل الرسائل بين أقطار العالم الإسلامي والعربي. وبعد الفتح الإسلامي لمصر تم نقل الكثير من الحمام الزاجل إلى مصر وقد اهتم المصريون بتربية الحمام بأنواعه المختلفة وخصوصا الحمام الزاجل، وفي عصر الدولة الفاطمية كانت بداية ازدهار الحمام الزاجل وتربيته واستخدامه في نقل الرسائل.

لم تكن أوروبا تعرف الحمام الزاجل من قبل ولكنه انتقل إليها من مصر والشام خلال الحروب الصليبية وبدا الأوروبيين الاهتمام الشديد بالحمام الزاجل الذي يعتبر منشأه هو بلاد الشاك ومصر حيث يعتبر حمام المراسلة البغدادي المعروف حاليا بالهومر هو أساس الحمام الزاجل الحديث.

في بداية القرن العشرين اهتم جيش الاحتلال الانجليزي في مصر والسودان بإنشاء محطات تربية حمام الزاجل وعن طريق المحطات انتقل إلى أيدي الهواة ثم بدءوا يهتمون بتربية هذه الطيور كشكل وليس مضموناً نظراً لاهتمامهم بعدم فقدانها حالة التدريب إذ إن الحمام الزاجل في ذلك الوقت يعتبر حمام غالي وثمين للهواة. في عام 1945م قرر هواة التربية في مصر إنشاء أول جمعية لحمام السباق في مصر والشرق الأوسط ، وبذلك بدأت الرياضة تأخذ شكل جديداً في مصر وأصبحت لها مقر وسميت جمعية الحمام الزاجل المصرية التي أنضم إليها عدد من الهواة.

و مما ساعد في نمو الهواية وتطورها استغناء الجيش البريطاني بعد انتهاء الحرب عن أعداد آلاف الحمام الزاجل التي لديه في مصر التي كانت تنتج في محطات خاصة بالجيش البريطاني، وبهذا سنحت فرصة لهواة الحمام بالحصول على هذه الطيور بأسعار رمزية. وبالتالي فقد ساعد ذلك في دخول عدد كبير من الهواة إلى جمعية الحمام الزاجل المصرية وقد أطلق على تلك الطيور حمام الجيش.

خلال وقت قصير أصبحت السباقات في مصر منظمة ومستمرة في جميع المدن والمحافظات المصرية. وفي عام 1978 م انتقلت هذه الرياضة نقلة نوعية متميزة بتحويل الجمعية إلى اتحاد عام لها عدد من الفروع في معظمة المحافظات المصرية. وتوجد حالياً في مصر عدة برامج وسباقات ينظمها الاتحاد المصري لهواة الحمام الزاجل وهذه البرامج هي:
برنامج سباق الوجه القبلي والذي يبدأ في شهر يناير وفبراير ومارس وتجري السباقات أسبوعيا.
برنامج سباقات الوجه البحري ويجري خلال شهري ابريل ومايو.
برنامج الزغاليل ويجري خلال شهري يوليو وأغسطس بمسافة 300 كلم.
كما يجري الاتحاد المصري للزاجل بالتعاون مع الجمعية العلمية المصرية لدراسات الحمام التي تعني بدراسة خصائص ومواصفات وطبائع الحمام الزاجل والزينة، كما تهتم بإجراء المعارض السنوية سواء للعرض أو للطيران أو للسباقات. كما ان للاتحاد المصري صلات وثيقة مع الاتحادات العربية الأخرى.

منقول