________________________________________
"الناس فيما يعشقون مذاهب"
هذا هو حال هواة تربية الحمام الزاجل، فهم يتحملون نفقات كبيرة يومية، وتتكلف الحمامة الواحدة شهريا مبلغ يتراوح بين 20 إلي 30 جنيه، ويخصصون من أوقاتهم ساعات طويلة فى خدمة الحمام وتدريبه، فى حين أنهم لا يتكسبون منه إلا مالا بسيطا، ولم يعودوا يرسلوا به خطابات العشق والغرام، إلا أن متعة مربي الحمام تزداد عند المشاركة فى السباقات والفوز بالمراكز الأولى ذات الجوائز الرمزية.
تربية الحمام الزاجل هواية عالمية وليست قاصرة على مصر بل أنها تحولت إلى رياضة تنظم لها السباقات المحلية والدولية، وهى تختلف عن هوية جمع الطوابع أو العملات القديمة أو الاحتفاظ بالانتيكات لأنها دخلت فى طور الإحتراف، هذا الكلام يؤكده الدكتور محسن علام عضو الإتحاد المصري لسباقات الحمام الزاجل، مضيفا أنه يوجد أشخاصا متفرغين لهذا العمل وجنى الأموال من وراءه سواء بالمتاجرة فى الحمام أو دخول السباقات والفوز فيها لحصد جوائز مادية وعينية.
أبو الهواة
يضيف د. محسن أن أول من فكر فى إنشاء جمعية لهواة "الزاجل" فى مصر هو عثمان رامز الذي تلقى تعليمه فى إنجلترا وعاد إلى الوطن فى سنة 1945 وأسس جمعية "الحمام الزاجل المصرية" التى انضم إليها عدد كبير من الأعضاء وواكب ذلك انتهاء الحرب العالمية الثانية واستغناء الجيش الانجليزى عن مجموعات الحمام الموجودة لديه، وهو ما شكل فرصة للهواة لشراء الزاجل بأسعار رمزية والانضمام للجمعية التى بدأت فى تنظيم سباقات مستمرة. وشهدت هذه الرياضة نقلة كبيرة عندما تحولت الجمعية المصرية إلى الاتحاد المصرى للحمام الزاجل فى عام 1978 وهو يتبع المجلس الأعلى للرياضة ويقدر أعضائه بنحو 2000 شخص الآن وله فروع فى العديد من المحافظات.
ويصل وسعر الحمامة التى حصلت علي مراكز متقدمة في سباقات داخل مصر إلي 3000 جنيه فى حين أن العادية المنحدرة من سلالات جيدة تباع بنحو 200 جنية، ويتوقف ذلك على قوة العضلات والريش وتمتعها بصحة جيدة ويفضل شراء الزاجل من الهواة لأنهم يربون الأنواع الجيدة، ويحرصون على التدريب المستمر للحمام بالإضافة إلى تسجيلهم البيانات الخاصة بكل حمامة من حيث السن السلالة، وخريطة النسب أما المربى العادى فلا يهتم إلا بالشكل فقط.
وتتكلف الحمامة الواحدة شهريا مبلغ يتراوح بين 20 الى 30 جنيه وتحتاج إلى أمصال ولقاحات للوقاية من الأمراض مع توفير غذاء مناسب يحتوى بروتينات وكربوهيدرات ونشويات وهى الأمر الذى يجعل من هذه الهواية عبئا ماديا على صاحبها لصعوبة الظروف الاقتصادية التى يمر بها المربى على عكس ما يحدث فى الدول المتقدمة التى تباع فيها الحمامة الفائزة فى السباقات بعدة آلاف من الدولارات ووصل سعر الحمامة التى فازت فى سباق برشلونة الدولى الأخير إلى نصف مليون يورو.!!
تنظيم السباقات
يشير محسن علام إلى أن السباقات المصرية يصل عدد المشاركين فيها من الهواة إلى 700 هاوي وعدد الحمام إلى عشرة آلاف حمامة وتتم بواسطة مجموعة منظمة من أصحاب الحمام، وكل واحد منهم يملك ساعة خاصة تستعمل لضبط التوقيت، ويقوم أفراد اللجنة المشرفة على المسابقة بتسجيل أرقام الدبلة المعدنية المثبتة فى رجل الحمامة منذ الصغر فى إتمام السباق، ونقل الطيور المشاركة إلى اللجنة لوضع بطاقة برقم معين فى الرجل الأخرى، وضبط الساعة وعند وصول الحمام لصاحبه يأخذ البطاقة ويضعها فى الساعة ثم يعيدها إلى الحكام لتحديد الفائز بعد عملية الفحص.
ويرى المهندس محمد حسن عبده الرئيس السابق للاتحاد المصري لهواة الزاجل أن الهواية في تراجع مستمر منذ منتصف التسعينيات نظرا لتدهور الاقتصاد فى العديد من الدول وارتفاع أسعار الأغذية والأمصال، وفى مصر كانت تحقق عائد ماديا يكفى نفقات تربيته سواء عن طريق بيع الحمام الفائز فى السباقات أو حصد الجوائز أما الآن فقد أصبحت غير مربحة بل إن عدد الهواة في بلجيكا التي تعد معقل الهواية تناقص من 8 مليون سنة 1995 إلى ربع مليون حاليا.
ويؤكد المهندس محمد أن هذه الهواية ليست قاصرة على الأغنياء فقط ويمكن لأى شخص أن يربى الزاجل بشرط أن يتناسب عدد الحمام لديه مع قدراته المالية فلا يجوز اقتناء 300 حمامة فى حين الهواة القادرين ماديا يكتفون بنحو 100 حمامة لتوفير الرعاية المناسبة، ومن المعروف أن تربية الزاجل ترجع إلى عمال المناجم في انجلترا فى أوائل القرن الثامن عشر وهم من الطبقتين العاملة والفقيرة الذين لا يمكنهم تربية الخيول التي كانت موجودة حين ذاك، ولا يوجد أنواع من الحمام ولكن الاختلاف يكون فى العائلة التي تنتمي إليها الحمامة والدولة التي تأتى منها، وعدد السباقات التي فازت بها.
وعن أشهر هواة الزاجل فى مصر قال المهندس محمد حسن "هم مؤسسي الجمعية المصرية لهواة الزاجل مثل عثمان رامز والدكتور محمود شوقي "صيدلي" والمستشار حافظ الوكيل وعلى الصفتى "رجل إعمال" وكمال الدري "صاحب أطيان زراعية" وممدوح صادق "عمدة" وعبد الحميد عارف "موظف" وعلى بركات "من أعيان منطقة المذبح" أما أشهر الهواة الآن فهم اللواء محمود سعيد عبد الله ونعمان جمعة "رجل أعمال "ومجدي غبرائيل" رجل أعمال" والدكتور محسن علام ومحمد حسن عبده ومحمد فتحي البقلى "رجلي أعمال".
رياضة.. خارج الخدمة
وعن احتراف رياضة الحمام الزاجل في مصر قال مصطفى السمرى عضو الاتحاد المصري للزاجل "من الصعب أن تدخل هواية الزاجل في مصر طور الاحتراف لتدنى مستوى معيشة المواطن" مضيفا أن الظروف الاقتصادية الصعبة تجعل الشخص يؤجل الشروع في أساسيات المعيشة وبالتالي يتجنب الإنفاق على الهوايات، خاصة تلك الهواية المكلفة بصفة مستمرة.
وبرغم هذا ينجذب إليها البعض لما تتسم به من هدوء وصبر وتركيز للوصول إلى مرحلة السباقات والفوز بها. كما أن الدعم الذي يقدمه جهاز الشباب للاتحاد قليل، حيث يقدر بنحو100 ألف جنيه سنويا، وهذا لا يكفى برامج تنظيم السباقات، وعند الفوز يحصل الهاوي على جوائز لاتسمن ولا تغنى من جوع.
ويضيف أنه يتم تسجيل 100ألف حمامة سنويا في اتحاد الزاجل أما الأعداد المسجلة فى السنوات الماضية تباع بالأسواق للاستهلاك الغذائي ماعدا البطلات اللاتي فزن بالمراكز الـ 300 الأولى لإعادة مشاركتهن في العام القادم أو استخدامهن في التفريخ لإنتاج أجيال قادمة قادرة على المنافسة، ولا يمكن لأي مربى الاحتفاظ بجميع الأعداد على مر السنين نظرا للتكلفة الكبيرة التي يتحملها بصفة يومية.
حرب الحمام
للحمام الزاجل تاريخ طويل في خدمة البشرية قبل ان تعرف وسائل الاتصال الحديثة، وامتد هذا الدور حتى بعد ظهور هذه الوسائل فتؤكد المصادر التاريخية أن الحمام الزاجل لعب دورا حيويا في الحربين العالميتين الأولى والثانية، وأثبت أنه وسيلة سريعة وآمنه لتوصيل الرسالة وتم استخدام نحو 100 ألف حمامة في الحربين، ووصلت نسبة النجاح إلى 95%. بل ساهمت الرسائل التي نقلها الحمام الزاجل فى إيقاف تقدم القوات الألمانية إلى باريس، وأصبح الزاجل من الأدوات التي تحرص الجيوش على تجهيزها لدرجة أن الفرنسيين جهزوا 72 مسكن في جميع المعسكرات الحربية للزاجل.
ومن المعروف أن الزاجل لا يضل طريقه في العودة إلى موطنه الاصلى، ويرى بعض الباحثين أنه يحدد طريقه نهارا عن طريق الشمس وفي الليل يستدل على مساره باستخدام بوصلة زوده بها الخالق سبحانه وتعالى في رأسه، ولصعوبة اسقاطه بالبنادق تم استخدام الصقور كمضاد للحمام الزاجل.
ومن القصص التي توضح أهميته في الحروب أن مجموعة من الجنود الأمريكان، عددهم 194 جندي، حاصرهم الألمان سنة 1918 داخل جزيرة في منطقة نورماندى الواقعة بين فرنسا والنمسا، وتوقفت أجهزة الاتصال معهم، وبمساعدة أحد الفلاحين تم توصيل قفص به حمامة تدعى " فيكتوري" لهؤلاء الجنود لتحديد المكان الموجودين به من خلال رسم خرائط للمخابرات الإنجليزية والأمريكية، وبالفعل تم ربط الخريطة فى أحد أرجل الحمامة التى قطعت 25 كيلو متر متجازوة الخطوط الألمانية، ولكنها تعرضت لطلق ناري افقدها رجلها الخالية من الخريطة فواصلت الطيران وما أن وصلت إلى مكانها وحصلت المخابرات على الرسالة ماتت فيكتوريا فورا ولذلك تم عمل تمثال في احد المتاحف الأمريكية تكريما لهذه الحمامة.
منقول ....... تقبلو مروري
02-17-2009, 04:50 PM
هوايه الاثراياء
العرض العادي
