الموضوع: صديقى العزيز
عرض مشاركة واحدة
قديم 05-19-2009, 12:41 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
الرهيب
عضو خاص

الصورة الرمزية الرهيب

افتراضي صديقى العزيز

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ... اليوم جايبلكم قصة طائر أسمه صديقى العزيز .. أتمنى تعجبكم

من أشهر طيور الزاجل اذا لم يكن الاشهر على الاطلاق فى تاريخ حمام الرسائل، طير اطلق عليه أسم جيرامى وتعنى بالعربيه "صديقى العزيز" ، وهو فحل زاجل ، هذا الطائر كان يعمل فى الخطوط الامامية ولعددة اشهر متواصلة مع الكتيبة77 مشاة لجنود امريكان فى فرنسا ابان الحرب العالميه الاولى ، وقد قام الطائر "صديقى العزيز" بعدد من المهمات لتوصيل الرسائل من موقع الكتيبه الى مقر القيادة وصلت الى12 مهمة، ولكن اهم مهمة قام بها على الاطلاق كانت الرسالة التى نقلها فى الرابع من اكتوبر سنة 1918 . ... ماهى وكيف؟

فى الثالث من اكتوبر سنة 1918، كان قائد الكتيبه 77 واكثر من 500 جندى قد حوصروا من قبل الجنود الالمان فى موقع فى فرنسا على جانب التل، وبدا اطلاق النار الكثيف عليهم مما اودى بحياة الكثير منهم فى اليوم الاول من الحصار، فى اليوم الثانى كان هناك حوالى 200 جندى كل ما تبقى من الكتيبه على قيد الحياة، حاول القائد ارسال عدد من الرسائل عن طريق الزاجل الى مقر القيادة طلبا للمدد والمساعده ولكن دون جدوى كلها استطاع الالمان اصطيادها، وذلك بسبب الموقع وسهولة مراقبته وكشف اى تحركات تتم من قبل الجنود، فى اليوم التالى وفى وقت الظهيره كان قد تبقى طائر واحد فقط لدى الكتيبه.

الوضع تأزم اكثر حين حاول الامريكان من القيادة مساعدة الجنود المحاصرين والذين يجهلون موقعهم اصلا وبداوا باطلاق المئات من القذائف عليهم، مما عرض الجنود الى خطر الموت بنيران اصدقائهم، ما قام به قائد الكتيبه المحاصرة هو طلب الحمامه الاخير الموجوده، وكتب بسرعة الكلمة التاليه:
"نحن موجودين على الطريق الموازى ل 276.5، مدفعيتنا تصوب نيرانها علينا مباشرة، استحلفكم بالله التوقف الان".

أول ما اطلق سراح الطائر، تم رؤيته من قبل الالمان وبدأوا اطلاق نيرانهم بتجاهه، كان الرصاص يحيط بالطائر من جميع الجهات، للوهلة الاولى كان يبدو على الطير انه سوف يسقط ولن يستطيع الطيران الى وجهته، وبدا اليأس يظهر على الجنود المحاصرين وهم ينظرون الى الطائر وهو يتارجح فى الهواء من جراء الرصاص الذى امطره الالمان بتجاهه.

لكن الطائر بدا بفرد جناحه والصعود الى اعلى تدريجيا الى ان أصبح بعيدا عن نيران الاعداء، وقطع ما يقارب ال 25 ميل (40 كم) فى 25 دقيقه لتوصيل الرساله، وبذلك استطاع انقاذ حياة ما يقارب 200 جندى كانوا يعتبرون فى عداد الميتين ، اذا لم يكن من قبل الاعداء، كان من الممكن ان يقعوا بسبب النيران الصديقه عن طريق الخطا.

فى هذه المهمة والتى كانت الاخيره لهذا الطائر الشجاع، وعند وصوله الى مقر القيادة حاملا الرساله، سقط الطائر على ظهرة، حيث انه تعرض الى رصاصه فى احدى عينيه ، وباخرى فى عظمة صدره احدثة فجوة بجحم عملة الفلس، وبسبب تلك الفجوه كانت احدى رجليه معلقه ببضعت اوتار فقط ، وكانت فى تلك الرجل المعلقه اهم رساله حملها والتى بها تم انقاذ حياة 200 جندى.

فى النهايه اصبح الطائر والذى تم تسميته ب جيرا مى او صديقى العزيز بطل الموقعه وبطل الكتيبه 77 المحاصرة، وقد تم تكريمه بعدد من الاوسمه والرتب نظير شجاعتة فى اداء مهمته على اكمل وجه، بل حتى القصائد كتبت فى مدحه من قبل احد الامريكان تكريما لشجاعته، طبعا حاول الاطباء علاجه ونجحوا فى الحفاظ على حياته ولكن فقد احدى رجليه واحدى عينيه.

بعد اقل من سنه من تلك المهمة وفى 13 يونيو 1919 مات صديقى العزيز، وتم تحنيطه ووضعه فى المتحف الوطنى التاريخى فى امريكا لتتعرف عليه الاجيال الجديده وتكون بطولة هذا الطائر الصغير مصدر الهام للملاين من الناس على مر السنين.


تقبلوا تحياتى
أخوك الرهيب


مرفق صور للطائر والاوسمه التى حصل عليها






الصور المرفقة
نوع الملف: gif c_cherami2.gif‏ (15.5 كيلوبايت, المشاهدات 15)
نوع الملف: jpg c_cherami_lg.jpg‏ (9.9 كيلوبايت, المشاهدات 13)
نوع الملف: jpg c_cherami_display.jpg‏ (45.0 كيلوبايت, المشاهدات 13)
نوع الملف: gif c_croix.gif‏ (11.8 كيلوبايت, المشاهدات 6)
نوع الملف: jpg c_77th_med.jpg‏ (6.0 كيلوبايت, المشاهدات 3)
آخر تعديل الرهيب يوم 05-19-2009 في 02:54 PM.
رد مع اقتباس