عرض مشاركة واحدة
قديم 10-22-2012, 11:18 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
موفق الصفار
عضو جديد
افتراضي فقدان الحمام في الصيف ؟؟؟؟؟ لماذا

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

فقدان الحمام في فصل الصيف ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ لماذا
في سجل التفريخ الموجود لدي كنت اسجل الملاحظات امام كل فرخ من الافراخ المنتجة عندي , وفي نهاية الموسم بدأت اراجع الملاحظات التي كتبتها فوجدت كلمة ( فقد ) أي ضاع امام عدد من الافراخ التي انتجت في وسط شهر نيسان وتتزايد كلمة فقد بتسارع كلما تقدمت الاشهر اي ان الافراخ التي ضاعت في شهر تموز اكثر مما في حزيران وفي آب اكثر مما في تموز وهكذا ... فبدأت البحث لدراسة الاسباب فوجدت :
ان الحمام الزاجل هو طائر قد جبل ومنذ مئات السنين على قطع المسافات وقد تخصص بهذه المهمة بعد ان اخذ الانسان على عاتقه تطويره وراثيا من خلال الانتخاب وانتقاء القادر منه على قطع اطول مسافة بأقل وقت ممكن اي الاسرع والقادر على التحمل. ولاداء هذه المهمة الصعبة, يجب على الحمامة ان تمرن نفسها على الطيران لمسافات واكتشاف مناطق جديدة وبشجاعة , وليس لنا الحق نحن المربين في لومها لانها لولا ذلك لما استطاعت تحقيق الفوز الذي نريده منها . ويتطلب ذلك من هذا الطائر الصغير ان يتغلب على رهبة استكشاف المناطق الجديدة وبذل المزيد من الطاقة والتحمل لزيادة المسافة التي يقطعها كل يوم لاداء مهمته . ويستطيع الحمام الزاجل ان يقطع مسافات تصل الى 700 كيلومتر بدون توقف في اليوم الواحد وهذا ما اثبتته نتائج السباقات الحديثة على شرط ان تكون الظروف الجوية ( من درجة حرارة ورياح ) ملائمة له .وفي بعض السباقات وخصوصا المتوسطة والطويلة نجد ان الطين يغلف ارجل الحمام وهذا معناه ان الطير قد نزل لشرب الماء في طريق عودته بسبب العطش رغم انه يطير في فصل الشتاء ( في مناطقنا العربية ) .
وفي فصل الربيع فأن الافراخ المنتجة متأخرا والتي بدأت تطير في فصل الصيف ( ناهيك عن الحمام البالغ الكبير ) فأنها تواجه عدة تحديات أصعبها هو العطش الناتج من ارتفاع درجة حرارة الجو وكذلك رهبة الاستكشاف اليومي الذي تقطع فيه مسافات قد تصل الى 20 كيلومترا ذهابا ومثلها في العودة وقد تزيد . وهي بذلك تواجه خطر الضياع والفقدان بسبب الاجهاد الناتج عن العطش وبسبب قلة الخبرة في مواجهة الصعاب وبالتالي عدم القدرة على العودة الى بيوتها ( لوفتاتها ) . ونلاحظ ان اكثر الحمام الذي يضيع هو الحمام القوي وليس الضعيف وذلك لان الاخير يشعر غريزيا بعدم القدرة على الابتعاد كثيرا عن لوفته لذلك يعود مسرعا تاركا الاخرين, اما القوي فيشعر بالقوة والتحدي والمجازفة بالابتعاد وبالتالي عدم القدرة على العودة الى اللوفت.
ان ريش الطيور ( وهو آية من آيات الله سبحانه وتعالى ) يعمل كعازل حراري عالي الكفاءة وبأمتياز , وان الاجهاد الناتج عن طيران الحمام في الصيف اكبر بكثير من مثيله في الشتاء وذلك لكون الحرارة المتولدة في جسم الحمامة بسبب الطيران في الشتاء يستفيد منها الحمام في المحافظة على درجة حرارة جسمه الثابتة ( التي تصل الى 40 درجة مئوية ) بسبب انخفاض درجة حرارة الهواء , اما في فصل الصيف فأن الحمامة لاتستطيع طرد تلك الحرارة المتولدة نتيجة الطيران بسبب ارتفاع درجة حرارة الجو اولا ووجود الريش كعازل حراري فعال يمنع طرد تلك الحرارة الى خارج جسم الحمام ة ثانيا , وأخيرا عدم وجود غدد عرقية ومسامات في جلد الحمام بل يتم التعرق فقط عن طريق طرد بخار الماء مع الزفير الذي لن يكون كافيا لموازنة درجة حرارة جسم الحمامة . واثبات ذلك سهل وواضح للجميع ففي الشتاء تستطيع الحمامة قطع مسافة تصل الى 700 كيلومتر كما ذكرنا سابقا وتصل مكانها وبدون ادنى لهاث او جهد ظاهري واضح للعيان , ولكن نفس الحمامة تطير لمدة ثلاثة دقائق في الصيف وعند نزولها على سطح اللوفت ( بأمكانك ان ترى حالها الذي يرثى له ) .
نخلص من كل هذا الحديث الى ان احد اهم الاسباب الرئيسة واقواها لفقدان الحمام في الصيف هو ارتفاع درجة حرارة الجو واجبارنا الحمام على الطيران في مثل هذا الجو .
آسف على الاطالة عليكم . تقبلوا تحياتي واعتزازي
اخوكم موفق الصفار






التوقيع

أبو سيف

رد مع اقتباس